قصة نجاح

المرحوم ملا أحمد بن علي بن حسين المدن (دعبل)

ملا أحمد دعبل رحمك الله أيها الخطيب الحسيني يا ملا أحمد بن علي بن حسين المدن..(دعبل) قال قريبه الأخ العزيز( الحاج حسن بن محمد حسن المدن...أبو محمد ) حفظه الله :-( في تابعيته مكتوب أحمد بن علي بن حسين البحارنه، وقال أيضا :- وللعلم كلمة دعبل غير موجوده في حفيظة ملا أحمد ، ولا في حفيظة ابنه عبدالله ، ولا في حفيظة ابنته طيبة ، لأن عندي صور من توابعهم) فعلى قوله هذا يحتمل (والله العالم)..أن تكون كلمة ( دعبل ) لقب اشتهر به فقط ، وهو أحد خطباء سيهات المحروسة والذي قدم خدمات في مجال المنبر الحسيني بقدر إمكانياته وقابلياته واستعداده ، وهو رجل خيِّر يغلب عليه طابع الهدوء والوقار والسكينة ، وقد وفِّقت لاستماع بعض مجالسه في مسجد الرضا ( عليه السلام ) وغيره ، وهو أحد جيراننا في الديرة فبيتهم يقع شرق بيتنا الأول الملاصق لمسجد الإمام الرضا ( عليه السلام ).. ويقع في الطريق المغلق ففيه أيضا بيت الأب العزيز المرحوم ( الحاج أحمد المسكين ...( أبي أستاذ علي ).. وأخيه الأب العزيز المرحوم الحاج حبيب المسكين ( أبي سعود).. وأيضا بيت ابن أخي الملا الأب العزيز (المرحوم محمد بن حسن بن علي المدن.. أبي حسن ).. وبيت الأب العزيز المرحوم الحاج أحمد طالب ( أبي عباس)...

وقال الأخ العزيز الحاج إبراهيم بن علي بن سلمان آل عبد النبي أبو نعيم سيار. ومما تحتفظ ذاكرتي عنه أنه معلم للقرآن الكريم ويدرس على يديه تلاميذ صناع يتعلمون على يديه القراءة الحسينية ، وكان عنده رحلتان في الصيف والشتاء, إذ كان يعلم التلاميذ في بيته شتاء وفي الصيف في حظيرته الكائنة بجوار حسينية الزبيل في النقا.

وهو الملا الوحيد الذي عاينته منذ ستين سنة فأكثر، إنه عندما يذكر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يقوم له احتراما وهو على منبر القراءة فهذه ميزة كان يتميز بها رحمه الله.

وقال الأخ أبو نعيم أيضاً وكان ملا أحمد دعبل رحمه الله تعالى امتهن النسخ والكتابة، وقد نسخ العديد من الدواوين والكتب والمخطوطات، أشهرها ديوان النصرة في رثاء العترة للمرحوم الشاعر محمد كاظم المدلوح جد المرحوم الشيخ سعيد المدلوح رحمهما الله. وجد الشيخ محمد جعفر المدلوح حفظه الله. وهو من مواليد ( ١٣٢٩ ) هجرية، وتوفي أيام موسم الحج عام (١٣٩١) هجرية ، عن عُمْر ناهز اثنين وستين سنة تقريبا، وفي أواخر عمره استمعت له في حسينية منصور الزاكي ( رحمه الله ) القريبة من بيت المرحوم الحاج ( حسين بن علي بن أحمد البيات ...أبي عبد العزيز )..إذ كان يقرأ مقدما وصانعا للسيد محمد الشخص رحمه الله وهذه ميزة كان يتميز ويتمتع بها رحمه الله وهو من التواضع الذي تميز به.

ولقد عاش حياته رحمه الله خادما لأهل البيت محبا لهم، سالكا مسلكهم، متأدبا بآدابهم، يذكر فضائلهم ومناقبهم وكراماتهم، ومراثيهم ومدائحهم ويعمل جهده على توثيق العلاقة الإيمانية والروحية بين الموالين والعترة الطاهرة.

وكان إنسانا مسالما، مشاركا أهل بلده في أفراحهم وفي أحزانهم ، لم تمل به الأهواء، ولم تطح به الأموال والإغراءات الدنيوية ، والتي قد تجرف الإنسان وتحرفه عن مساره الولائي ، وفي السنة التي وفقت فيها لحج بيت الله الحرام ، وهي سنة ١٣٩١ هجرية، وكنت في حملة السيد علي السيد طاهر أبي سيد حسن حفظه الله ووفقه،

وبعد فراغنا من مشاعر الحج وكنا في صباح اليوم الثاني عشر أو اليوم الثالث عشر متهيئين للسفر للمدينة المنورة وجالسين في السيارة الباص في براحة الرشيد ننتظر جميعا الإنطلاق لزيارة الرسول وفاطمة الزهراء وأئمة البقيع عليهم السلام وفي تلك اللحظات جاءنا خبر وفاته رحمة الله عليه في بيته الذي يسكن فيه غرب براحة الرشيد في مكة المكرمة مع حملة الحج الذي هو فيها وكانت هذه الحملة لمجموعة من أهالي سيهات رحمهم الله جميعا، فمات رحمه الله بعد فراغه من مناسك الحج ودفن في مقبرة الحجون في مكة المكرمةً.

وصدق الله العلي العظيم حيث يقول ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة، ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما) النساء ١٠٠, فصار في ضيافة الله سبحانه وتعالى إن شاء الله تعالى, فرحم الله خطيبنا الحسيني العزيز وحشره مع الحسين وآل الحسين صلوات الله عليهم أجمعين ورحم الله من يقرأ له ولوالديه ولأسلافه سورة الفاتحة.