قصة نجاح
يُعَد مركز آفاق للدراسات والبحوث من المؤسسات الثقافية، التي تعتني بالتجديد وقيم التسامح والوسطية المجتمعية، فمن أهدافه تنمية الجوانب الثقافية والمعرفية والرقي بها لتعزيز قيم التسامح والحوار وقبول الآخر، كما يعمل على تنمية مواهب الاهتمام بالجوانب الثقافية والبحثية، مما يسهم في دفع وتنشيط الحركة العلمية والثقافية بالمنطقة، بالإضافة لتبنيه طبع ونشر الدراسات البحثية والمؤلفات الجادة،والتي تنمي الثقافة لدى الأفراد وتشجيع الشباب على القراءة والكتابة، وإقامة النقاشات والمحاضرات والندوات الثقافية المثرية والهادفة التي تصب في الصالح العام للمجتمع،بتحليل منطقي عميق للعديد من الظواهر الاجتماعية المختلفة، التي تهدف لتشكيل رؤية واضحة معمقة لتطوير الوعي الحضاري الإنساني والمواطنة الصالحة والتسامح والمساواة والتعايش المشترك.
-صحيفة خليج سيهات ، كانت في ضيافة المركز ، فكان لها شرف هذه المقابلة مع الباحث والمفكر الإسلامي الأستاذ محمد المحفوظ .
س- الباحث والمفكر الإسلامي الأستاذ محمد المحفوظ ماهي أهمية الكتاب وعلاقتك بالمكتبة ؟
ج- لا شك أن الكتاب هو أحد المؤشرات الأساسية لمعرفة تقدم المجتمع، فالمجتمع الذي يعتني بالكتب هو مجتمع أكثر تقدماً من غيره لذلك عندما نتحدث عن مجتمعنا وندعوه للاهتمام بالكتاب بوصف أن الاهتمام بالكتاب أحد المؤشرات الأساسية لمقياس مدى تقدم مجتمعنا وتحضره ، فالطريق الطبيعي لتقدم أي مجتمع هو في الاعتناء والاهتمام بالكتاب .
س- ماهي أنواع الكتب المفضلة لديك؟
ج-أقرأ في مختلف المجالات ولكن بحكم الاهتمام والتخصص، أعتني كثيراً بالكتاب الديني الإسلامي وبخاصة بالجانب الفكري منها والكتب ذات الطابع السياسي.
س-أهم الكتب التي أعدت قراءتها لأكثر من مرة؟
ج-اغتيال العقل العربي، وهو عبارة عن دراسة كتبها الدكتور برهان غليون، يصف فيه أهم المدارس الفكرية بالواقع العربي بالستينات إلى الثمانينات، وما يميز هذا الكتاب كونه دراسة تحليلية نقدية لذا تطلب قراءته أكثر من مرة لاستيعاب أهم المخرجات والقضايا الفكرية الأساسية التي تطرّق إليها في كتابه .
س-كتاب تنصح بقراءته؟
ج-أنصح بقراءة كتاب اغتيال العقل العربي، وأي كتاب تحليلي نقدي لأنه من خلال الكتابات النقدية والتحليلية نتمكن من اكتشاف كل جوانب الواقع العربي والاجتماعي الذي نعيشه.
س-كتاب لا تنساه ابداً ؟
ج-السبيل لإنهاض المسلمين، للسيد محمد الشيرازي ويتحدث عن سبل نهضة المسلمين بالوقت الراهن.
س-ماذا تفضل الكتاب أو الانترنت ؟
ج-أفضل الكتاب ، قراءتي قليلة على الشبكة العنكبوتية، ولا استطيع أن أديم القراءة لظرف صحي، لذلك أفضل قراءة الكتاب.
س-كم يستغرق كتابة الكتاب لديك؟
ج-لا يستغرق كتابة الكتاب كثيراً عند اتضاح الفكرة في ذهني وتبلورها ، فتكون كتابته غير محكومة بزمن معين، فقد أنهي الكتابة في فترة زمنية وجيزة ، أهم شيء وضوح الفكرة في الذهن.
س-ماهي مصادرك في الكتابة؟
ج-من خلال قراءاتي المستمرة أُدوّن من قراءتي أهم الأفكار والمعلومات التي أريدها في أي كتاب ، فمن حصيلة هذا التدوين أستفيد منها ككتب ومصادر لتوثيق أي فكرة من الأفكار التي تطرّق إليها الكتاب، وهناك كتب لم يكن مخططاً لها ، إنما تكون بتخطيط لاحق ، فحين تتبلور لدي مجموعة دراسات في اهتمام معين تتكون فكرة أن أجمعهم في كتاب.
س-كم بلغ عدد مؤلفاتكم؟
ج-عدد المؤلفات قارب الأربعين كتاباً ودراسة، بمختلف التوجهات والأفكار النقدية و السياسية و الفكرية ، تتحدث منها عن الإسلام أو قضايا فكرية معاصرة .
س-ماهي أهم القضايا الفكرية المعاصرة في رأيكم؟
ج-أهم القضايا الفكرية المعاصر هي ظاهرة العولمة و لديّ كتاب بذلك هو كتاب ” العولمة”وعدد من الكتب الأخرى ككتاب “الشيعة اليوم” يناقش موضوع الطائفة الشيعية، والمناطق التي تسكنها وتتواجد فيها.
س-هل هناك مشروع جديد تعملون عليه؟
ج- هناك مشروع جديد أخصه لكم و هو مشروع “التربية على الحرية “، كمشروع جديد، أجد عنوانه مستفز قليلاً و لكني أشعر أنْ نحن كآباء نطالب أبنائنا بإطاعتنا بكل شيء، لذلك لا تجدهم مبدعين في حياتهم وسبب ذلك عدم شعورهم بالمسؤولية ، فهم مسلوبو التفكير و الإرادة ،هو ينتظر أوامر يعمل على تنفيذها، فالتربية على الحرية هي الاعتراف بحق الاختلاف بيننا، وهو يقودنا لتعدد وجهات النظر بالاختلاف وهو يقود إلى الإبداع ، يقود على أن نمارس بحقنا أن نختلف مع بعضنا البعض مع احترام وتقدير كل من نختلف معه ، ولكن الاختلاف قاعدة أساسية لتحقيق الإبداع الثقافي والفكري .
س -صدر لكم مجموعة من الكتب الجديدة وهي في مجملها إصلاحية ؟
ج-نحن بحاجة إلى الإصلاح في كل زمان ومكان ، فما دمنا على وجه هذه الأرض فنحن نطالب بالإصلاح وندعو إلى الإصلاح بأي مجال من مجالات الحياة.
س-كيف ترى الأفق القادم من الناحية الإصلاحية كمجتمع؟
ج-حركة التاريخ مع فكرة الإصلاح يثير الانفتاح وهو تحدي كبير بمجتمعنا فتحدي الحشمة والالتزام بالحجاب وتحدي صناعة الانفتاح الرشيد بالمجتمع، نحن نطالب بانفتاح ولكن “الانفتاح الرشيد”الذي لا يلغي الثوابت العقدية والاجتماعية الموجودة بمجتمعنا.
س-كيف تجد إقبال المجتمع على قراءة الكتاب وهل هناك مانع والأسباب؟
ج-مع انشغالات الحياة المختلفة والوظيفة، تضل جاذبية القراءة من خلال الشاشة وأخبار الانترنت مع غياب مستوى الاهتمام بالكتاب بمجتمعنا، هي عوامل أساسية تقود إلى نتيجة طبيعية، أن مستوى الاهتمام بالكتاب محدود في هذا المجتمع، فهل نستطيع أن نصل إلى ما نتطلع إليه من خلال هذا المستوى المحدود بالاهتمام بالكتاب؟ الجواب بالتأكيد لا ،نحن بحاجة حتى نصل إلى ما نبتغيه أن نطور مستوى اهتمام شبابنا بقراءة الكتاب.
س-ما هي السُبل التي يمكن بها تشجيع الشباب على القراءة ؟
ج-نحن بحاجة لكل الوسائط وإلى كل الوسائل والإبداعات البشرية التي تقود إلى تطوير مستوى اهتمام الشباب بالكتاب.
س-ماهو دور التربية في ذلك ؟
ج-اعتنينا في كل بيت بوجود قاعة طعام، و لم نعتنِ بوجود مكتبة بكل بيت ، نحن ندعو مجتمعنا لتطوير مستوى اهتمامه بالكتاب، و أن يكون هناك كتاب للأب وللأم وأن يكون هناك كتب للأولاد وللبنات كذلك .