قصة نجاح
لا غرابة في ذلك .. عندما يكون هذا الشخص مثل المرجوم الحاج ناجي السكيري رحمه الله
ذو قلبٍ كبير .. وصاحب أيادٍ بيضاء, يتحلى بـ وقار الشيوخ ظاهر على محياه ولكنه لا يخفي ما تحته من قلب طاهر ينبض بشباب الروح
واحد من أكبر رجالات سيهات ووجهائهم ارتبط اسمه بمؤسسة أسواق المنتزه .. الرائدة والناجحة على مستوى سيهات والمنطقة
شخص في مكانته ونجاح مؤسساته .. قد لا تتعجب إن هو رأى علو مقامه بين أبناء بلده وحافظ على تلك المكانة بانقتاء من يجالس .. وابتعد عن مشاركة المجتمع إلا حينما يدعى كضيف شرف
ولكن الحاج الفقيد كان مثالاً للتواضع .. وبتواضعه دخل القلوب دون أن يستأذنها كان مخالطاً للجميع .. ولم تكن ترى في نفسه أي علو على غيره, الآن فقط انتبهت لهذا المثال العظيم في التواضع وفهمت كيف أحببت الفقيد .. وأحبّه مجتمعه
رجل مؤمن ملتزم لا يتأخر عن الصف الأول في صلاة الجماعة ولم يترك الحج حتى في سنواته الأخيرة ملازم لأهل العلم وقريب منهم
أن يفقد المجتمع مثل هذا الرجل .. فمن الطبيعي أن يكون ذلك خبراً كصاعقة وبالخصوص حين يأتي مثل هذا الأمر دون سابق إنذار
كل ما ذكرت إلى الآن هو محاولة لتفسير مدى تأثري برحيل الفقيد وقد يشاركني في ذلك كثير من أبناء سيهات ولكن مع كل ذلك .. فإن شيئاً خاصاً في قلبي .. قد يجعلني أكثر تأثراً من غيري
نعم .. فقد كان الفقيد يعرفني شخصياً .. ويعرف اسمي وأتذكر أني أعرفه منذ صغري كلما رأيته يتفقد بقالة الصادق بحي النمر هذا المركز المميز منذ بداياته والذي تعلقنا به كثيراً فإلى جانب أنه مركز تسوق مميز
فإننا قد أحببناه كثيراً لوجود الكوادر الموالية الشيعية الذين عرفناهم وعرفونا .. وعاملونا بأخلاق عالية كما لو أنها الأخلاق التي تعلموها من رب العمل
منذ تلك الأيام وأنا أعرفه وأظنه عرفني لمعرفته جدي, كلما التقيت به في مكان .. أصافحه ويحييني, أراه كلما صليت في المسجد يصلي دائماً في الصف الأول .. على يمين الإمام ينتهي من صلاته ويحيي المصلين ثم يغادر المسجد بهدوئه المعهود
كل ذلك أضعه في كفة وشيء أخير أضعه في الكفة الأخرى أمر تعجبت كثيراً من حدوثه قبل أقل من أسبوع من رحيله كنت على اتصال بوالدي ووالدتي على الإنترنت ضمن حديثي معهم ، قال لي والدي حجي ناجي سكيري يسلم عليك وعليه السلام والرحمة
أيام قليلة .. ويأتيني خبر مفاجئ رحل الحاج ناجي رحمة الله عليه ألا يحق لي أن أحزن ؟ وداعاً أبا محمد وأسكنك الله فسيح جناته مع محمد وآله
رحم الله من قرأ له سورة الفاتحة