متنزه سيهات القديمة
متنزه سيهات
مساحة الحديقة : 45000.00 متر مربع , عمره : تجاوز الـ55 عاما
أعلن عن إنشائه : ,عام 1968 : انتهى إنشاؤه عام 1969
كلفته بلغت : 25 ألف ريال عند الإنشاء . زرعت فيه 600 شجرة متنوعة
احتضن مقهى صغيرا سمي بـ «كازينو سيهات»
وأنشئت أول السينما في الهواء الطلق على يد المرحوم أحمد الربعان.
وثائق وتاريخ
تاريخ متنزه سيهات القديم، تشهد عليه وثائق وصور قديمة، وروايات أدبية، وقصص كثيرة، يرويها كبار السن وأهالي المدينة، وهي تعكس ما يتمتع به المتنزه اليوم من شهرة غير عادية، تجعله شاهدًا على كثير من التحولات التي شهدتها سيهات والمنطقة الشرقية.
وبدأ هذا التاريخ منذ منتصف عقد ستينيات القرن الماضي، وتحديدًا من العام 1968، عندما أعلنت البلدية عن إنشاء المتنزه.
واستمر المتنزه في أداء دوره كوجهة سياحة للأجانب من موظفي شركة أرامكو السعودية، ومتنفسًا للأهالي والعائلات، وملتقى للجاليات العربية حتى العقدين الأخيرين، وتم استثمار أرض المتنزه البالغ مساحتها 45 ألف متر مربع في إقامة الفعاليات والمهرجانات.
مساحة خضراء
ذكرت بلدية سيهات في منشور لها يعود إلى العام 1969، أنها أتمت إقامة المتنزه، الذي يتيح للأهالي فرصة التنزه وقضاء وقت ممتع، بكلفة بلغت 25 ألف ريال. وأضافت «نُسق المتنزه تنسيقًا جميلًا، وأحيط بسياج يقي الأشجار من البهائم والدواب، كما روعي فيه إيجاد الممرات الواسعة، ووضع المقاعد المريحة للزوار بين الماء والخضرة». وتقول المصادر والصور القديمة للمكان إن بداية متنزه سيهات، كانت عبارة عن جزء من ساحل سيهات، في إشارة إلى أنه لم يكن سوى مجرد شاطئ مطل على الخليج العربي، وتحديدا على ضفافه الغربية. بُنيت معظم مساكن موظفي شركة أرامكو، ابتداءً من عام 1958، وتم ردمه مع بدايات عام 1966 تقريبًا، لإتاحة مجال أكبر للمساحة الخضراء التي تحولت فيما بعد إلى مكان للهو الأطفال وترفيه العوائل، حيث تم إنشاؤه على يد عبدالله الشماسي رئيس بلدية سيهات حينها.
تاريخ التشجير
لم ينس القائمون على إنشاء المتنزه أن يخصصوا أماكن للعزاب، إلى جانب الأماكن الخاصة بالعوائل، وهو ما أشار إليه المنشور ذاته، في الحديث عن تاريخ التشجير داخل المتنزه، قائلًا «زُرعت في المتنزه 600 شجرة متنوعة، منها البنسيانا والتين الهندي وشجر السم والنخيل، وقد جلبت كلها من المشاتل المحلية». وما زالت بعض أشجار المتنزه المُعمرة موجودة فيه حتى اليوم، شاهدة على جهود البلدية بالتعاون مع شباب المدينة ـ آنذاك ـ حيث عمل الجميع لتجهيز المتنزه، وتزويده بما يحتاج إليه من زراعات مختلفة توفر المنظر الجميل، والظلال الوارفة، التي تضفي على المكان جمالًا استثنائيًا. ويتناقل أهالي مدينة سيهات وعدد من المصادر الحية التي كانت شاهدة على إنشاء المتنزه، أن «الشجيرات والأزهار التي نقلت له أثناء تشييده كانت من مشتل سيهات، لصاحبه عبدالوهاب المعلم».
سينما وترفيه
تاريخ متنزه سيهات، لم يقتصر على الزراعة والأشجار المعمرة، وإنما ضم أيضًا قصصًا، تشير إلى أن المتنزه وصل في مسار الترفيه إلى أبعد مدى، عندما شهد تدشين أول تجربة للسينما في الهواء الطلق، في صورة عمل استثماري خاص، زودت السينما بأفلام بعد أشهر بسيطة من افتتاحها رواية «هسهسة التراب» روت جانبا من تاريخ سينما متنزه سيهات.
وأنشئت السينما على يد المرحوم أحمد الربعان، الذي استأجر جزءًا من أرض المتنزه، لإقامة السينما عليه، وتم تدشين السينما التي زودها بأفلام ذات بكرة صغيرة بمقاس 8 مليمترات وبروجكتر صغير لشاشة عرض مقاسها 60 في 80 سينتمترًا، وسط مقهى صغير حمل اسم كازينو سيهات، كان يستقبل زواره، ويقدم لهم المشروبات الغازية، والساخنة والمرطبات.
ويقول تاريخ هذه السينما إنها شهدت في العام 1969 عرض فيلم مصري حديث، بعنوان «أبي فوق الشجرة» الذي لعب بطولته الفنان عبدالحليم حافظ والفنانة نادية لطفي، ولكن هذه التجربة لم تستمر إلا أشهر بسيطة، قبل أن يتم إغلاق السينما مع بداية عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
رواية توثيقية
حملت رواية «هسهسة التراب» للكاتب عيد الناصر، جانبًا من تاريخ سينما متنزه سيهات، حيث تناولت ما بقي عالقًا في ذاكرة سيهات من بقايا الحلم السينمائي الذي حلم به أحمد الربعان رحمه الله. وقال إن عدد رواد هذه السينما وصل إلى نحو 400 شخص في الليلة الواحدة.
متنزه استثنائي
من جانب آخر، انعكست التجارب القديمة واحتضان المدينة لثقافات متباينة على مستوى الفعاليات والمهرجانات التي استمرت حتى يومنا في المتنزه، حيث احتضن في جانبه الشرقي سوقًا أسبوعيًا للطيور والحيوانات الأليفة، فيما فتح أبوابه لممارسة مختلف الرياضات مثل المشي، وكرة القدم، والتدريبات البدنية، وعن ذلك يذكر الفنان السعودي علي السبع أن المتنزه كان بمثابة المشروع الترفيهي الأول في المنطقة، واصفًا المكان الذي شهد زيارته وحضوره منذ الصغر بكونه محطة التقاء الثقافات والمجتمع بمختلف شرائحه.
واستضاف المتنزه مهرجانات الأعياد والفعاليات المتنوعة حتى مهرجان الزهور المقام حاليًا على هذه الأرض القديمة والذي تجاوز عدد حضوره الـ60 ألف زائر خلال الأيام الثلاثة الأولى من انطلاقته.